آخر الأحداث والمستجدات 

مبروك ..الساعة الجديدة

مبروك ..الساعة الجديدة


أفقنا اليوم على يوم جديد، على توقيت جديد، بشرى للمغاربة، أخيرا استفاقوا على شيء جديد..
كيف لا يفرح المغاربة التواقون للفرح بتوقيتهم الجديد، وقد صاروا بين السبت والأحد في مصاف المتقدمين، ستون دقيقة دفعة واحد
،

أمر لا يحلم به المالكون بنواصي العلوم والمعرفة، إنه سفر عبر الزمن لا يتحقق إلا في سينما الخيال العلمي.
لقد
صرنا متقدمين على كل الدول الواقعة شرق و غرب خط غرينتش الوهمي، تحقق الحلم إذن وصرنا أفضل تصنيفا من موريطانيا والنيجر ومالي .. واقتربنا من أمريكا اللاتينية، أما كندا والولايات المتحدة، فاللحاق بهما ليس سوى مسألة وقت.
نطق الوزير ابن عم
العداء المشهور وصرح بأننا سنربح اللحاق بشركائنا الاقتصاديين، خصوصا الأوربيين منهم، اطمإنَََََََََََََّّّّّّّّّّّّّ يا وزيرنا المحترم، سنلحق بهم بل سنتجاوزهم ونتركهم خلف الخط الوهمي. فلا شيء أسهل من السفر عبر الزمن. سنقتصد في استهلاك الطاقة ولن تتوقف صادراتنا لمجرد اختلاف التوقيت، الويل لهذا الفارق الزمني الذي جعلنا خلفهم، سنقضي عليه بالعزيمة والإرادة، فعقارب الساعة مهما لدغتنا، سنتلاعب بها ونتحكم بمصيرها.
لكن، توقيتنا الجديد سيغضب الكثيرين
منا. تبا لهذا التوقيت الذي سيحرم المغاربة من أغلى ما يملكون، كلما أضيفت الساعة سلب النوم من المغاربة، تنتفخ الجفون، وتحمر العيون، ويتناقص مجهود العمل، تتباطأ الخطى، وتتراكم السباب ويكثر الدعاء على حكومة لا تتقن شيئا سوى اللعب بنوم المغاربة وراحتهم.

سيجد الطلبة في التوقيت الجديد مبررا لنتائجهم المخيبة، والموظفون سيتأخرون عن عملهم بسبب التوقيت غير الملائم، وكل من تأخر عن موعد سيبرر ذلك بأنه اعتمد "الساعة القديمة"...سيتأخر موعد التسكع في الشوارع لأن الشمس لم تعد تغرب في زمنها، ومنتصف النهار غير من عادته القديمة، فصار "ولد الوقت " هو أيضا يتأخر بساعة ويصل في الواحدة، أما من كان يخرج من بيته للكدح، والشمس في طريقها إلى الدنيا فسيصبر قليلا لأنه سيخرج في جنح الظلام وهواجس قطاع الطرق تطارده، تبا لهذا التوقيت الذي سيتسبب في كل هذه المتاعب من أجل اللحاق بموزمنيق أو بالرأس الأخضر، أو حتى بالبرتقيز، راحة موطنينا أفضل من كل ما سنجني من وراء ستين دقيقة.
تبا لهذا التوقيت الذي سيعمل على تراجع المواطنة وحب الصالح العام
.
ألم يكن من الأفضل الزيادة في أشياء أخرى؟

لقد
أضافوا دريهمات في سعر المحروقات فتعممت الزيادة على كل الأسعار، ثم أضافوا الملايير في صندوق الدولة من جيوب المضربين من الموظفين المغلوبين، ورفعوا من عدة أنواع من الضرائب والرسوم، ومنعوا المواطن البسيط من اقتناء سيارة أجنبية محترمة، ليتوجه للسيارات الجديدة التي تذر على المضاربين والمحظوظين من الأثرياء ثروات غزيرة، و وكادوا أن يضيفوا المزيد لسعر الماء والكهرباء لولا أحداث مراكش، واليوم يفكرون في أنواع من الزيادات بعد الستين دقيقة..

وقد أخبرني أحد الظرفاء أنهم أضافوا سنتمترات عديدة في طول هراوات البوليس، أما بيان وزارة تحديث القطاعات العمومية فقد بشرني، كما بشر كل المغاربة بأن الساعة الزمنية المضافة سيتم التراجع عنها ليلة الأول من رمضان، لكن البلاغ أضاف أن الساعة سيتم إضافتها صبيحة يوم العيد من جديد، قبل أن يتم الرجوع للساعة القانونية مرة خامسة...
أليس من حقنا أن نقاضيهم ما داموا يعتمدون توقيتا غير قانوني، وكأننا مجرد  آلات يتحكم فيها عن بعد، لا نملك قدرة على التمييز، ولا تنظيما بيولوجيا قد يتعرض للاضطراب؟

ما يسعني أن أقول  كباقي المغاربة : "أودي زيدوا حتى 24 ساعة ولايني زيدونا حتى فالحقوق والأجور"

ومبروك علينا الساعة الجديدة..

 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : سرحان
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2013-04-28 20:36:43

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك